كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والثانى أن لا يكون بدلا بل هو معمول طول، وفيه على هذا وجهان: أحدهما هو منصوب بطول، لأن التقدير: ومن لم يستطع أن ينال نكاح المحصنات، وهو من قولك طلته: أي نلته، ومنه قول الفرزدق:
إن الفرزدق صخرة عادية ** طالت فليس ينالها الأوعالا

أي طالت الاوعالا.
والثانى أن يكون على تقدير حذف حرف الجر: أي إلى أن ينكح، والتقدير: ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات، وقيل المحذوف اللام، فعلى هذا يكون في موضع صفة طول، والطول المهر: أي مهرا كائنا لأن ينكح، وقيل هو مع تقدير اللام مفعول الطول: أي طولا لأجل نكاحهن {فمن ما} في من وجهان: أحدهما هي زائدة، والتقدير: فلينكح ما ملكت.
والثانى ليست زائدة، والفعل المقدر محذوف تقديره: فلينكح امرأة مما ملكت، ومن على هذا صفة للمحذوف، وقيل مفعول الفعل المحذوف {فتياتكم} ومن الثانية زائدة، و{والمؤمنات} على هذه الأوجه صفة الفتيات، وقيل مفعول الفعل المحذوف المؤمنات، والتقدير: من فتياتكم الفتيات المؤمنات، وموضع من فتياتكم إذا لم تكن من زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت، وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره: فلينكح بعضكم من بعض الفتيات، فعلى هذا يكون قوله: {والله أعلم بإيمانكم} معترضا بين الفعل والفاعل، و{بعضكم} فاعل الفعل المحذوف، والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ، و{من بعض} خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحر عن الأمة عند الحاجة، وقيل فمما ملكت خبر مبتدأ محذوف: أي فالمنكوحة مما ملكت {محصنات} حال من المفعول في وآتوهن {ولا متخذات} معطوف على محصنات والإضافة غير محضة.
والأخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال {فإذاأحصن} يقرأ بضم الهمزة: أي بالأزواج وبفتحها أي فروجهن {فإن أتين} الفاء جواب إذا {فعليهن} جواب إن {من العذاب} في موضع الحال من الضمير في الجار، والعامل فيها العامل في صاحبها، ولا يجوز أن تكون حالا من ما لأنها مجرورة بالإضافة فلا يكون لها عامل {ذلك} مبتدأ {لمن خشى} الخبر: أي جائز للخائف من الزنا {وأن تصبروا} مبتدأ، و{خير لكم} خبره.
قوله تعالى: {يريد الله ليبين لكم} مفعول يريد محذوف تقديره: يريد الله ذلك: أي تحريم ما حرم وتحليل ما حلل ليبين، واللام في ليبين متعلقة بيريد، وقيل اللام زائدة والتقدير: يريد الله أن يبين فالنصب بأن.
قوله تعالى: {ويريد الذين يتبعون الشهوات} معطوف على قوله: {والله يريد أن يتوب عليكم} إلا أنه صدر الجملة الأولى بالاسم الثانية بالفعل، ولا يجوز أن يقرأ بالنصب، لأن المعنى يصير: والله يريد أن يتوب عليكم، ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات، وليس المعنى على ذلك.
قوله تعالى: {وخلق الإنسان ضعيفا} ضعيفا حال، وقيل تمييز لأنه يجوز أن يقدر بمن وليس بشئ، وقيل التقدير: وخلق الإنسان من شيء ضعيف: أي من طين أو من نطفة وعلقة ومضغة، كما قال: {الله الذي خلقكم من ضعف} فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه.
قوله تعالى: {إلا أن تكون تجارة} الاستثناء منقطع ليس من جنس الأول، وقيل هو متصل والتقدير: لا تأكلوها بسبب إلا أن تكون تجارة وهذا ضعيف، لأنه قال بالباطل والتجارة ليست من جنس الباطل، وفى الكلام حذف مضاف: أي إلا في حال كونها تجارة، أو في وقت كونها تجارة، وتجارة بالرفع على أن كان تامة، وبالنصب على أنها الناقصة، التقدير إلا أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة، وقيل تقديره: إلا أن تكون الأموال تجارة {عن تراض} في موضع صفة تجارة {ومنكم} صفة تراض.
قوله تعالى: {ومن يفعل} من في موضع رفع بالابتداء، والخبر {فسوف نصليه} وعدوانا وظلما مصدران في موضع الحال، أو مفعول من أجله، والجمهور على ضم النون من نصليه، ويقرأ بفتحها وهما لغتان يقال أصليته النار وصليته.
قوله تعالى: {مدخلا} يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل، والتقدير: وندخله فيدخل مدخلا: أي دخولا، ومفعل إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل، فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة، وقيل مدخل هنا المفتوح الميم مكان فيكون مفعولا به مثل أدخلته بيتا.
قوله تعالى: {ما فضل الله} {ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، والعائد الهاء في {به} والمفعول {بعضكم} {واسئلوا الله} يقرأ سلوا بغير همز واسئلوا بالهمز وقد ذكر في قوله: {سل بنى إسرائيل} ومفعول اسئلوا محذوف: أي شيئا {من فضله} قوله تعالى: {ولكل جعلنا} المضاف إليه محذوف وفيه وجهان: أحدهما تقديره: ولكل أحد جعلنا موالى يرثونه، والثانى ولكل مال، والمفعول الأول لجعل {موالى} والثانى لكل، والتقدير: وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال {مما ترك} فيه وجهان: هو صفة مال المحذوف: أي من مال تركه {الوالدان} والثانى هو يتعلق بفعل محذوف دل عليه الموالى تقديره: يرثون ما ترك، وقيل ما بمعنى من: أي لكل أحد ممن ترك الولدان {والذين عقدت} في موضعها ثلاثة أوجه: أحدها هو معطوف على موالى: أي وجعلنا الذين عاقدت وارثا، وكان ذلك ونسخ، فيكون قوله: {فآتوهم نصيبهم} توكيدا.
والثانى موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور: أي وآتوا الذين عاقدت.
والثالث هو رفع بالابتداء وفآتوهم الخبر، ويقرأ عاقدت بالألف والمفعول محذوف: أي عاقدتهم، ويقرأ بغير ألف والمفعول محذوف أيضا هو، والعائد تقديره: عقدت حلفهم أيمانكم، وقيل التقدير: عقدت حلفهم ذو أيمانكم، فحذف المضاف لأن العاقد لليمين الحالفون لا الأيمان نفسها.
قوله تعالى: {قوامون على النساء} على متعلقة بقوامون، و{بما} متعلقة به أيضا، ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشئ واحد، فعلى على هذا لها معنى غير معنى الباء، ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره: مستحقين بتفضيل الله إياهم، وصاحب الحال الضمير في قوامون ومامصدرية، فأما ما في قوله: {وبما أنفقوا} فيجوز أن تكون مصدرية، فتتعلق من بأنفقوا، ولا حذف في الكلام، ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف: أي وبالذي أنفقوه، فعلى هذا يكون {من أموالهم} حالا {فالصالحات} مبتدأ {قانتات حافظات} خبران عنه، وقرئ {فالصوالح قوانت حوافظ} وهو جمع تكثير دال على الكثرة، وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه، وقد استعمل فيها كقوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} {بما حفظ الله} في ما ثلاثة أوجه بمعنى الذي ونكرة موصوفة، والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية، وقرئ {بما حفظ الله} بنصب اسم الله وما على هذه القراءة بمعنى الذي أو نكرة، والمضاف محذوف والتقدير: بما حفظ أمر الله أو دين الله.
وقال قوم: هي مصدرية، والتقدير: حفظهن الله، وهذا خطأ لأنه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل، لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره، فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله، وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس، وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير {واللاتي تخافون} مثل قوله: {واللاتي يأتين الفاحشة} ومثل {واللذان يأتيانها} وقد ذكرا {واهجروهن في المضاجع} في في وجهان: أحدهما هي ظرف للهجران: أي اهجروهن في مواضع الاضطجاع: أي اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن:
والثانى هي بمعنى السبب: أي واهجروهن بسبب المضاجع كما تقول في هذه الجناية عقوبة {فلا تبغوا عليهن} في تبغوا وجهان: أحدهما هو من البغى الذي هو الظلم، فعلى هذا هو غير متعد، و{سبيلا} على هذا منصوب على تقدير حذف حرف الجر: أي بسبيل ما والثانى هو من قولك: بغيت الأمر أي طلبته، فعلى هذا يكون متعديا، وسبيلا مفعوله، وعليهن من نعت السبيل فيكون حالا لتقدمه عليه.
قوله تعالى: {شقاق بينهما} الشقاق الخلاف، فلذلك حسن إضافته إلى بين، وبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين {حكما من أهله} يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون الابتداء غاية البعث، ويجوز أن يكون صفة للحكم فيتعلق بمحذوف {إن يريدا} ضمير الاثنين يعود على الحكمين، وقيل على الزوجين، فعلى الأول والثانى يكون قوله: {يوفق الله بينهما} للزوجين.
قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناها في البقرة عند قوله: {وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل} و{الجنب} يقرأ بضمتين، وهو وصف مثل ناقة أجد ويد سجح، ويقرأ بفتح الجيم وسكون النون، وهو وصف أيضا، وهو المجانب، وهو مثل قولك: رجل عدل {والصاحب بالجنب} يجوز أن تكون الباء بمعنى في، وأن تكون على بابها، وعلى كلا الوجهين هو حال من الصاحب، والعامل فيها المحذوف.
قوله تعالى: {الذين يبخلون} فيه وجهان أحدهما هو منصوب بدل من {من} في قوله: {من كان مختالا فخورا} وجمع على معنى من، ويجوز أن يكون محمولا على قوله مختالا فخورا، وهو خبر كان، وجمع على المعنى أيضا أو على إضمار أذم.
والثانى أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: مبغضون، ودل عليه ما تقدم من قوله لا يحب، ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله: {وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} ويجوز أن يكون التقدير، هم الذين، ويجوز أن يكون مبتدأ، والذين ينفقون معطوف عليه، والخبر: إن الله لا يظلم: أي يظلمهم، والبخل والبخل لغتان وقد قرئ بهما، وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح الباء وسكون الخاء، و{من فضله} حال من ما أو من العائد المحذوف.
قوله تعالى: {والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس} رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول، فعلى هذا يكون قوله: {ولا يؤمنون بالله} معطوفا على ينفقون داخلا في الصلة، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال: أي ينفقون مرائين {فساء قرينا} أي فساء هو والضمير عائد على من أو على الشيطان، وقرينا تمييز، وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس، ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها، والتقدير: فساء الشيطان والقرين، فأما قوله: {والذين ينفقون} ففى موضعه ثلاثة أوجه: أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله: {وأعتدنا للكافرين} والثانى نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون، والثالث رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون، وقد ذكرا.
فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له أو حال من فاعل ينفقون، ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون: أي الموصول، فعلى هذا يكون قوله: {ولا يؤمنون} مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول.
قوله تعالى: {وماذا عليهم} فيه وجهان: أحدهما ما مبتدأ وذا بمعنى الذى، وعليهم صلتها، والذى وصلتها خبر ما، وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ، وماخبرا مقدما، وقدم الخبر لأنه أستفهام.
والثانى أن ما وذا اسم واحد مبتدأ، وعليهم الخبر، وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا، و{لو} فيها وجهان: أحدهما هي على بابها، والكلام محمول على المعنى: أي لو آمنوا لم يضرهم والثانى أنها بمعنى أن الناصبة للفعل كما ذكرنا في قوله: {لو يعمر ألف سنة} وغيره.
ويجوز أن تكون بمعنى إن الشرطية كما جاء في قوله: {ولو أعجبتكم} أي وأى شيء عليهم إن آمنوا، وتقديره: على الوجه الآخر: أي شيء عليهم في الإيمان.
قوله تعالى: {مثقال ذرة} فيه وجهان: أحدهما هو مفعول ليظلم، والتقدير: لا يظلمهم، أو لا يظلم أحدا، ويظلم بمعنى ينتقص: أي ينقص وهو متعد إلى مفعولين والثانى هو صفة مصدر محذوف تقديره: ظلما قدر مثقال ذرة، فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامهما {وإن تك حسنة} حذفت نون تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة، وشبه النون لغنتها وسكونها بالواو، فإن تحركت لم تحذف نحو {ومن يكن الشيطان} و{لم يكن الذين} وحسنة بالرفع على أن كان التامة، وبالنصب على أنها الناقصة، و{من لدنه} متعلق بيؤت أو حال من الأجر.
قوله تعالى: {فكيف إذا} الناصب لها محذوف: أي كيف تصنعون أو تكونون وإذا ظرف لذلك المحذوف {من كل أمة} متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه {وجئنا بك} معطوف على جئنا الأولى، ويجوز أن يكون حالا وتكون قد مرادة، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويكون الماضي بمعنى المستقبل، و{شهيدا} حال وعلى يتعلق به، ويجوز أن يكون حالا منه.